الحورالعين:
من المتعارف أن الزواج هو اتحاد شخصين مع بعضهما، بعد اتخاذهما لقرار الاقتران و العيش في مكان و بلد واحد و تحت سقف واحد،لإنشاء تلك الإمبراطورية الصغيرة التي تسمىالأسرة، و يأتي ذلك القرار بعد اقتناع تام بين الطرفين ، أنهما يستطيعان العيش معا، و كذلك بعد الاقتناع أن بينهما تفاهم تام و التقاء للآراء….
فأن تجد الشخص الذي تحس انه يفهمك ، من دون أن تتكلم و أن تكون بينكما أشياء مشتركة ،فذلك هو ما يبحث عنه أي شخص في العلاقة الزوجية، و في شريك الحياة.
إلا أن هناك بعض الاستثناءات التي من الواجب أن نقف عندها ، حتى يمكننا فهمها بصورة أكبر، فعندما نقول شخص تفهمه و يفهمك فذلك معناه ، شخص تتشارك معه العديد من الأمور و الأشياء المهمة، كلون البشرة مثلا، و العقيدة و الجنسية و البلد و حتى الديانة التي تعد من أهم الأشياء،
إلا أننا بتنا نلاحظ ازديادا كبيرا في نسبة زواج الأجانب ، و الذي من شأنه أن يخلق موضوع جدل كبير، فما هي الأشياء التي من الممكن أن يتشاركها شخص مغربي عربي مسلم مثلا مع امرأة مسيحية من أوروبا مثلا، فما هي الأشياء التي قد يتشاركها شخصين من عالمين مختلفين تماما، وهل يمكن لهاته العلاقة أن تتطور لتصل إلى الزواج و الذي كما ذكرنا في السابق، ينبني على و قيم عديدة و من أهمها التقارب النفسي بين الطرفين.
و قد نلاحظ أيضا أن الزواج بين الأجانب انتشر بصورة كبيرة مؤخرا، بعد إقبال الشباب بكثرة على فضاءات الانترنيت و الشات، بحيث أصبحت تجد أن الفتاة أو الشاب المغربي يبني علاقات أو تبني علاقات عن طريق الشبكة العنكبوتية مع أناس غرباء تماما، في بلدان ما وراء البحار، حلم الشاب هو إيجاد من تساعده على الهجرة، و حلم الفتاة هو العثور على رجل ثري ينقدها من براثين الفقر و الحاجة.
و لكن إن اعتبرنا أن هذا هو الهدف وراء الزواج من أجنبي أو أجنبية، نكون قد تخلينا تماما ، عن شروط الزواج المتعارف عليها و التي ذكرناها سابقا و أصبح الطمع أو الاستغلال هو الهدف الرئيسي وراء الزواج بين الأجانب، و بهذا يكون الزواج قد فقد كل معانيه و قيمه السامية التي لا طالما كانت الهدف من وراءه و أصبح الطمع و الجري وراء المصلحة الشخصية هو الهدف وراء الزواج،
لكن إن كان الإنسان يرضى بواقعه و يطمح للارتقاء بنفسه دون مساعدة الآخر فبالتأكيد انه سيستطيع الوصول إلى مبتغاه دون الحاجة إلى مساعدة أحد ما ، و عند التفكير في الزواج لما لا نختار من نجده يستحق حبنا و يمكنه أن يكون شريكا مناسبا لنا، و نكون ضمنا أننا نستطيع العيش بجانب هذا الشخص لحظات جميلة دون أن يطمع فينا أو أن نطمع فيه.
الحورالعين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق